دراسات سياسية

الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي .. قراءة لمستجدات الأحداث ورؤية مستقبلية

قراءة مفصلة / فاروق الطعان

ظل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، محتدما طوال العقود الماضية، وخصوصا في العقدين الماضيين، إلا أنه مؤخرا تطور وبشكل كبير وملحوظ خصوصا بعد الهجوم الموسع الذي شنته حركة حماس والفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر على طول المستوطنات المحاذية لغلاف غزة، وأظهر الهجوم المباغت الأخير هشاشة الجيش والمخابرات الإسرائيلية، في المقابل أظهر تطورا نوعيا في قدرات وتسليح الفصائل الفلسطينية في تطور ملحوظ لم تشهده منذ بداية الأحتلال .

في هذا المسار وفي حال نشوب حرب أخرى جديدة، “ستواجه الجبهة الداخلية في إسرائيل تحديات لم تشهد مثيلاً لها على مدى 75 عاماً ، فمن المرجح أنها لن تشهد صراعات محدودة على جبهات واحدة، بل سيتعين عليها مواجهة تصعيد متعدد الجبهات في المستقبل القريب، وستكون حينها نهاية عصر الصراعات المحدودة، وستواجه حقبة أمنية جديدة قد يكون فيها تهديد حقيقي على جميع الساحات في نفس الوقت “ساحة معركة شاملة متعددة الجبهات تؤثر الواحدة منها في الأُخرى وتتأثر بها” .

لم يسبق أن ذكرت إسرائيل أنها ستتطلب دعم أي دولة لمواجهة أي طرف على أي جبهة، حتى أن نتنياهو ذكر على هامش مناورات الصيف الأخيرة، إن الإسرائيليين يستطيعون التعامل مع هذه التهديدات وحدهم، لكن تصريحات البيت الأبيض والبنتاغون، حذّرت من أن الولايات المتحدة ستتدخل ضد أي طرف ينضم إلى المعركة ضدّ إسرائيل، وهذه المرة الأولى التي تطلب إسرائيل فيها خلال خوضها حرب، المساعدة عسكرياً من دولة حليفة .

وحرّكت الولايات المتحدة حاملة طائرات إلى المنطقة، قالت إنها لمساندة إسرائيل بعد هجوم حركة حماس. وبدأت بتوفير المساعدات العسكرية والمزيد من الذخيرة للجيش الإسرائيلي، ورغم أنه ليست هناك مؤشرات بعد على نية دخول الولايات المتحدة في هذه الحرب بشكل مباشر، أثارت تصريحات مسؤوليها ورسائلهم تساؤلات عن الدور التي قد تلعبه الحليفة الوثيقة لإسرائيل في حال نشوب سيناريو حرب الجبهات المتعددة .

 


مستقبل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي

 

نحن إذًا أمام حالة جديدة من الصراع، لا يشعر فيها الجيل الفلسطيني الجديد بأي أفق سياسي، ولذا فإن السيناريو الأكثر احتمالًا هو المزيد من العنف، تعبيرًا عن حالة الإحباط الشديدة التي يشعر بها الفلسطينيون، من دون أن يؤدي ذلك إلى عملية سياسية في المدى القريب، أما في المدى البعيد، فسيفرض البعد الديموغرافي نفسه بشكل إيجابي لصالح الفلسطينيين .

لقد أثبتت العمليات الأخيرة أن التفوق العسكري الإسرائيلي لن يحسم الصراع، كما لن تحسمه كل الاتفاقيات العربية الموقعة مع إسرائيل. يفرض الفلسطينيون اليوم أنفسهم بشكل جلي، ما يؤشر إلى عدم إمكانية الرجوع إلى مرحلة ما قبل هذه العملية، قد ينجح نتنياهو اليوم في الحصول على دعم المعارضة الإسرائيلية مرحليًا، ولكن إسرائيل خسرت الكثير سواء من ناحية صورتها المتفوقة عسكريًا، أو من ناحية محاولة القفز فوق الجانب الفلسطيني وإعطاء الانطباع بأن السلام ممكن في المنطقة، من دون الوصول إلى اتفاق مع الفلسطينيين .

من المعروف أن العمليات العسكرية في المناطق الحضرية صعبة وتكلفتها البشرية عالية، وسيكون من المستحيل اقتلاع حماس بالكامل، باعتبارها حركة شعبية وتقود نضال فكري مؤدلج ولها حاضنة شعبية وليست مجرد جماعة عسكرية .

إسرائيل قد تحقق هدفها الحربي الأقصى المتمثل في تدمير جزء من زعامة حماس وقدراتها العسكرية، وتحرير الأسرى التابعين لها من دون اي عمليات تبادل

ووفقا للمصادر الرسمية، فقد نشر الجيش الإسرائيلي حتى الآن 350 ألف جندي احتياطي و170 ألف جندي في الخدمة الفعلية. ورغم أن الجزء الأكبر من هذه القوات سيتم تخصيصه للجبهة الشمالية التي تواجه لبنان وجماعة حزب الله المسلحة، إلا أنه سيكون هناك عدد كبير من الجنود المتبقيين للعمليات في غزة.

وفي الوقت نفسه، تستطيع حماس نشر 15 ألف مقاتل على أفضل تقدير. لكن يتمتع جيش الدفاع الإسرائيلي بسيطرة كاملة على المجال الجوي والشريط الساحلي والحدود البرية لغزة.

الا أنه رغم اعتبار إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الهجوم البري والحصار المفروض على غزة من قبل إسرائيل باعتبارهما خطرا على الاستقرار الإقليمي وتخشى حدوث كارثة إنسانية، إلا أن قدرة الولايات المتحدة على تغيير مسار إسرائيل في هذه المرحلة محدودة.

خريطة حديثة للهجمات والأشتباكات الدائرة في الحرب الفلسطينية - الإسرائيلية


المواجهات الأبرز في الصراع العربي الإسرائيلي منذ عقود

 

يواصل آلاف الفلسطينيين نزوحهم إلى جنوب غزة إثر تحذير الجيش الإسرائيلي الذي أكد ضرورة إخلاء شمال القطاع، من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن هجوم إسرائيل المضاد المستمر “ليس سوى بداية”، إلا أنه لم يذكر أي تفاصيل بشأن ما قد يأتي لاحقا أو المدة التي سيستغرقها الهجوم، وارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين إلى نحو أكثر من أربعة الآف قتيل بينهم مئات الأطفال وحوالي أكثر من عشرة ألف جريح، فيما بلغ عدد القتلى من الجانب الإسرائيلي أكثر من ألف شخص .

العملية والهجوم المضاد لها، هو الأعنف منذ عقود عقب إعلان دولة إسرائيل، ووصفها نتينياهو بأنها أعنف المعارك منذ حرب السبعينات، حيث شهد الصراع مراحل متطورة من العنف المتبادل كان أخرها في العام ٢٠١٤، الا انها لم تصل في حدتها وقوتها كما وصلت اليه في العام الحالي ٢٠٢٣م

إنها المرة الأولى منذ حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 قبل 50 عاما، التي تعلن فيها إسرائيل رسميا أنها “في حالة حرب”.

نعم، سبق وشنّت إسرائيل حملات عسكرية سواء في غزة أو لبنان، وكانت بالفعل تصف تلك الحملات بالحروب، ولكن من دون أن تعلن رسميا أنها في “حالة حرب” كما فعلت هذه المرة.

ويعطي إعلان حالة الحرب الضوء الأخضر لإسرائيل لكي تتخذ ما تراه مناسباً من خطوات عسكرية ضد حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة التي شاركت في هجوم السبت، السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، والذي ترك الإسرائيليين في “حالة من الرعب” .

ويهيئ إعلان حالة الحرب الرأي العام الإسرائيلي لاحتمال سقوط أعداد كبيرة من القتلى، كما يمنح الإعلان حكومة إسرائيل صلاحيات واسعة، من بينها: استدعاء قوات الاحتياط وتسخير الموارد اللوجستية ووضْعها تحت تصرُّف الجيش .

ووقّع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في وقت سابق قرار استدعاء جنود الاحتياط للخدمة. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قام بتعبئة 300 ألف من جنود الاحتياط منذ الأسبوع الماضي .

أيضا، بإعلانها رسميا أنها في حالة حرب، يمكن لحكومة إسرائيل تأمين دعم عسكري من الولايات المتحدة الأمريكية بحُكم التزام الأخيرة تجاه الدولة العبرية .

وعلى الفور، أمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بأن تبحر مجموعة حاملة الطائرات الهجومية جيرالد آر فورد إلى شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر لإظهار الدعم الأمريكي لإسرائيل .

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّ مساعدات عسكرية أمريكية إضافية في طريقها لإسرائيل .

 

 


 

رفض عربي ودولي لتهجير سكان غزة من الشمال نحو جنوب القطاع

 

أعربت مجموعة من البلدان العربية على غرار مصر وقطر والأردن عن رفضها لمحاولات التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة. فيما قالت إسرائيل على لسان جيشها إن على سكان غزة “عدم الإبطاء” في مغادرة منطقة شمال القطاع قبيل بدء الهجوم العسكري المحتمل .
علّقت المملكة العربية السعودية محادثات التطبيع مع إسرائيل على خلفية الحرب الدائرة بين الدولة العبرية وحركة حماس في قطاع غزة، على ما أفاد مصدر مقرب من الحكومة السعودية السبت قبل لقاء وزير الخارجية الأمريكي بالمسؤولين السعوديين.

ومن جهته، كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد شدد خلال احتفال عسكري الخميس في خطاب على أن يبقى أهالي غزة “صامدين ومتواجدين على أرضهم”.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس “هذه قضية القضايا وقضية العرب كلها”، وأضاف “من المهم أن يبقى الشعب (الفلسطيني) صامدا وحاضرا على أرضه”، وخلال مؤتمره الصحفي مع المستشار الألماني أكد الرئيس السيسي على أقتراح انشاء منطقة آمنة في صحراء النقب الفلسطينية .

كما دعا السيسي الطرفين للعودة فورا إلى المسار التفاوضي وضبط النفس، مؤكدا أن الأمن القومي لبلاده هو “مسؤوليته الأساسية” .

من جانبها أعلنت قطر السبت عن رفضها القاطع لمحاولات التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة .

وقال البيان الصادر عن وزارة الخارجية القطرية إن دولة قطر “تدعو إلى رفع الحصار عن القطاع وتوفير الحماية التامة للمدنيين الفلسطينيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

بينما، قالت الأردن على لسان وزير خارجيتها أيمن الصفدي السبت إن أي تحرك من إسرائيل لفرض تهجير جديد على الفلسطينيين سيدفع المنطقة كلها نحو “الهاوية”.

وأضاف الوزير في بيان أن منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وإجبارها سكان القطاع على مغادرة بيوتهم في الوقت الذي تستعر فيه حربها على القطاع خرق “فاضح” للقانون الدولي.

رفض عربي ودولي لتهجير سكان غزة من الشمال نحو جنوب القطاع

 


تواصل القصف الإسرائيلي على غزة.. ارتفاع القتلى لأكثر من 4 آلاف و1400 جثة تحت الأنقاض

 

واصلت إسرائيل، اليوم الجمعة ٢١ أكتوبر ، قصفها العنيف على قطاع غزة، في الوقت الذي وصف فيه الرئيس الأميركي جو بايدن حركة حماس بأنها تسعى “لتدمير ديمقراطية مجاورة”، فيما أفاد مراسل “العربية” و”الحدث” بتجدد القصف الصاروخي على مستوطنات غلاف غزة .

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة الهجمات الإسرائيلية على غزة ارتفعت إلى نحو 4137 قتيلاً و13300 مصاب كما ذكرت بأنها تلقت بلاغا عن ارتفاع عدد المفقودين تحت أنقاض الدمار إلى 1400منهم 720 طفلا.

وأعلنت كتائب القسام توجيه ضربة صاروخية على مدينة أسدود الإسرائيلية في جنوب البلاد. وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، اليوم، أن صفارات الإنذار دوت في مناطق محيطة بغزة بعد 11 ساعة من التوقف.

وأضافت الصحيفة أنه أمكن سماع صفارات الإنذار في مفلاسيم ونير آم. ولم تذكر الصحيفة تفاصيل عن سقوط صواريخ، وأوضحت أن آخر عملية قصف لفصائل فلسطينية للمنطقة وقعت في الحادية عشرة من ليل الخميس .

وتزامنا، أفاد إعلام فلسطيني بسقوط قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي لشقة سكنية في برج فلسطين بدير البلح وسط غزة، مضيفاً أن الطائرات الإسرائيلية دمرت أكثر من 20 برجا سكنيا في مدينة الزهراء وسط القطاع.

وبحسب ما أكده شهود عيان، فقد تلقى السكان اتصالات منسوبة للجيش الإسرائيلي تطالبهم بإخلاء جميع أبراج الزهراء البالغ عددها 24 برجا، وكانت وسائل إعلام فلسطينية أفادت اليوم بأن الجيش الإسرائيلي شن سلسلة من الغارات العنيفة غرب غزة، فضلا عن غارات طالت مواقع جنوب القطاع وشماله .

وقالت وزارة الداخلية في حكومة حماس، إن الكثير من النازحين الذين لجأوا إلى حرم كنيسة في غزة قتلوا وجرح عدد آخر في غارة إسرائيلية.

وفي بيان أفادت الوزارة أن الغارة تسببت بوقوع أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في حرم كنيسة الروم الأرثوذكس في مدينة غزة، فيما أفاد شهود أن الضربة أصابت على ما يبدو هدفا قريبا من الكنيسة التي لجأ إليها الكثير من مواطني غزة فيما الحرب مستعرة بين إسرائيل وحركة حماس .

ضوء أخضر لاجتياح غزة

وكانت شبكة “إيه بي سي نيوز” abc News نقلت أمس عن عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر في إسرائيل ووزير الاقتصاد نير بركات، أن الجيش حصل على “ضوء أخضر” لدخول غزة عندما يكون مستعدا. وقال الوزير الإسرائيلي “سنبذل قصارى جهدنا لإعادة رهائننا أحياء، لكن الأولوية الأولى والأخيرة هي تدمير حماس”.

حصيلة ضحايا الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي مؤخراً

 


المواقف العربية من حرب غزة

 

في الموقف المصري تبذل القاهرة جهودًا دبلوماسية لا تتوقف للوصول إلي تهدئة عاجلة وأبدت رفضها القاطع لتصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري وتصر على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة .

في السياق نفسه أكدت الأمارات تمتع المدنيين من الطرفين بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي، وأعلنت في اليوم الـ13 من التصعيد عن حملة “تراحم من أجل غزة” لإغاثة المتضررين، كما أدانت القصف الإسرائيلي على مستشفى المعمداني .

من ناحيته أكد الأردن على ضرورة إدراك العالم أن أساس الصراع هو وجود الاحتلال، وحذر من إمكانية اتساع نطاق الصراع وتفاقم الأمور بالمنطقة، وأن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين تعني حربًا .

كما أدانت السعودية الحصار الإسرائيلي في غزة والجريمة الشنيعة لقوات الاحتلال بقصف مستشفى “المعمداني”، وكذلك أكدت ضرورة فتح ممرات آمنة فورية تلبية لنداءات الاستغاثة .

من ناحيتها أعلنت الكويت عن بالغ قلقها إزاء التصعيد وانتهاكات الاحتلال الصارخة ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى تحمل مسئولياته ووقف العنف المستمر وحذرت من استمرار أعمال العنف التي تعرض جهود السلام للخطر .

أما العراق فاعتبر الوضع الراهن نتيجة طبيعية للقمع الممنهج للفلسطينيين منذ عهود، ودعا المجتمع الدولي لوضع حد للانتهاكات الخطيرة التي يقوم بها الاحتلال وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .

من جهة أخرى دعت الجزائر إلى عقد اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن الجزائري لمناقشة التطورات في غزة، وأكدت التمسك بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس ووصفت الأفعال الإسرائيلية بأنها جرائم حرب ضد الإنسانية .

كما دعا المغرب لاجتماع على مستوى وزراء الخارجية العرب للجامعة العربية، وأكد ضرورة تبني الجامعة العربية مسارًا أكثر تعزيزًا لإيصال المساعدات، كما دعا البرلمان المغربي إلى وقف الحرب على غزة وإنهاء معاناة المدنيين برفع الحصار .

تونس رفضت بشكل قاطع عملية تصفية القضية الفلسطينية، كما رفضت العمليات العسكرية التي تتنافى مع القواعد والقانون الدولي الإنساني وعبرت عن وقوفها الكامل بجانب الشعب الفلسطيني .

بينما ترى سلطنة عمان أن الأحداث الحالية نتاج لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع، ودعت إلى حماية المدنيين واتباع سياسة ضبط النفس، فيما أكد مفتي عمان أن “طوفان الأقصى” دفاع عن الحقوق المشروعة .

من جانبها حملت الخارجية القطرية إسرائيل وحدها مسئولية التصعيد، وشددت على ضرورة إجبار المجتمع الدولي إسرائيل على وقف التصعيد وتأكيد أهمية بذل الجهود لفتح ممرات آمنة للاغاثة .

بينما دعت إلى وقف الاقتتال الفوري بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، كما دعت إلى التوصل إلى حل سياسي عبر الحوار .

وأدانت واستنكرت موريتانيا الجريمة البشعة في مستشفى المعمداني، وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته القانونية والإنسانية، كما طالبت المجتمع الدولي بفرض الوقف الفوري للإبادة الجماعية للفلسطينيين .

 


 

المواقف الغربية والدولية من حرب غزة

 

الموقف الغربي

مع احتدام المواجهات في غزة على مدى أسبوع وما تنذر به من حرب طويلة قد تمتد لدول أخرى في المنطقة، تواصل الدول الغربية حشد الدعم والمساندة لإسرائيل عسكريا وسياسيا، والتشديد على حقها في الدفاع عن نفسها .

ورغم وحدة المواقف الغربية، لكن محللين يشيرون لوجود بعض التمايز، ففي حين تنهمك واشنطن ولندن خاصة في إرسال المدد العسكري لإسرائيل، تبدو باريس حريصة وقفهم على الدفع نحو ضرورة البحث في نهاية المطاف عن حل سياسي للقضية الفلسطينية، وفق حل الدولتين وبما يضمن الأمن والسلام للإسرائيليين والفلسطينين .

وفي هذا السياق شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، في خطاب بثه التلفزيون الفرنسي، على أن “حماس منظمة إرهابية تريد موت الشعب الإسرائيلي وأن السبيل الوحيد لحل الأزمة هو الضمانات الأمنية لإسرائيل إلى جانب إنشاء دولة فلسطينية” .

الدعم الغربي سيتحول لتحالف دولي كبير، كما هو واضح من المواقف الأميركية خاصة، وبالتالي فمختلف بلدان الغرب تقف نفس المواقف حيال ما يحدث، حتى وإن حاول البعض منها المحافظة على هامش من الاستقلالية النسبية، لكن في الإطار العام فالموقف واحد، وفي المجمل فإن ثمة تناغما غربيا واسعا حول ضرورة الوقوف مع إسرائيل، ومنع تدخل أطراف إقليمية أخرى في الصراع الجاري بين إسرائيل وحماس .

المواقف الدولية

دعت الخارجية الصينية إلى مؤتمر سلام دولي لوقف العنف في غزة وهو ما لقي ترحيبًا واسعًا بدعم روسي .
حيث جددت موسكو مخاوفها مرارًا من توسيع التصعيد في المنطقة في ظل وجود حاملتي طائرات أميركيتين بشواطئ إسرائيل .

بينما تسعى بكين وموسكو إلى تحقيق التوازن بين العلاقات الوثيقة مع إسرائيل وجهودهما الدبلوماسية الأوسع لكسب حلفاء في العالم العربي وعلى نطاق أوسع اتضح ذلك في سلسلة اتصالات من بوتين بقادة المنطقة بما فيهم رئيس وزراء إسرائيل .

من ناحيته دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وشدد على ضرورة عدم خروج التصعيد الراهن عن السيطرة، مؤكدًا أن بلاده تعمل على تحقيق مزيد من الاستقرار في الشرق الأوسط، وذلك خلال لقاءه مع رئيس الوزراء المصري مصطفي مدبولي .

التصريحات الصينية الأخيرة حول الوضع في الشرق الأوسط، سبقها تنسيق بين موسكو وبكين، خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتي انتهت منذ ساعات، حيث دعا الرئيس الصيني، إلى بذل “جهود” صينية روسية لحماية “العدالة الدولية”، وأشاد أمام الرئيس الروسي بالثقة “المتزايدة” بين الصين وروسيا .

اما الموقف التركي فمنذ الساعات الأولى من الهجوم الذي شنته حماس، لجأت أنقرة لاستخدام لهجة وصفت بأنها “محايدة” حيث لم توجه خلالها أصابع الاتهام إلى إسرائيل ولا إلى حماس، واكتفى الخطاب التركي خلال الأيام الأولى بإدانة الخسائر في أرواح المدنيين والتأكيد على الاتصال مع جميع الأطراف المعنية للمساعدة في إنهاء النزاع.

من ناحيته دعى الأمين العام للأمم المتحدة الى ” وقف إطلاق نار إنساني فوري ” كما دعا الى ضرورة وصول مساعدات انسانية “سريعة وبلا عوائق”

بينما فشل مجلس الأمن الدولي في تبني قرار وقف أطلاق النار لمرات عديدة وذلك بسبب أستخدام حق النقض الفيتو من قبل أمريكا وبريطانيا .

 


 

 

 

 

 

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق