منذ العام 2004 خاضت جماعة الحوثي الزيدية المسلحة المعروفة باسم “الحوثيين” عدة حروب, امتدت حتى اللحظة, مع الحكومة اليمنية. في السنوات الست الأولى من اندلاع تلك الحروب, خاضوا حرب عصابات أكثر فاعلية في أقاليمهم الجبلية.
تعلم الحوثيين في السنوات الأخيرة كيفية الاستفادة من الوقت حيث طوروا من قدراتهم القتالية والاسلحة المستخدمة كذلك فيما يخص اسلوب تعاملهم مع المجتمع المحلي و الخارجي كلا بأسلوبه الذي يناسبه, فتجدهم يعكسون صورة جيده للعالم الخارجي عنهم بإعلامهم ومعاملاتهم ويلعبون دور المظلوم والضحية ويستخدمون الرسالة المعاكسة محلين فتصل للبعض تارة انهم مصدر قوة وبطش ولن يستطيع احد مواجهتهم او التمرد عليهم, وتارة المدافعين عن الشعب ضد العدو المحتل, وهكذا استطاعت ان تزيد قوتها ونفوذها كان عن طريق التخويف او التعاطف.
يأتي صعود القوة العسكرية للحوثيين ليس فقط نتيجة لجهودها الناجحة في الاستيلاء على الدولة، او الدعم الإيراني، بل مزيج من الاثنين, أثبتت فيها عائلة الحوثي أنها معجزة سياسياً ومهارة للغاية في اغتنام الفرص.
ولم تقتصر الحركة الحوثية على عائلة الحوثي-عشيرة من جبال مران تقع في محافظة صعدة- فقط بل إلى تحالف قبلي وطائفي أوسع يعمل أساسًا في شمال اليمن.
تنتمي هذه العشيرة الى شجرة طويلة يرجع اصلها الى النبي محمد, ويطلقون على انفسهم لقب “السادة” او بأحفاد النبي نكاية لتلك القرابة.
الحوثيين و الزيدية
من هو بدرالدين بن حسين الحوثي؟
كان العلامة الدينية الكبيرة, بدر الدين بن حسين الحوثي, هو الواعظ و المؤثر و الاب الروحي لهذه الجماعة في الفترة الحديثة. عرف هذا العلامة الكبير بحسن نواياه و رجاحة عقله, على عكس القيادات و رجال الدين ممن ينتمون الى هذه الجماعة, على وجه الخصوص في الفترة الحالية.
توفي في عام 2010م لأسباب طبيعية, وتم استهداف موكب جنازته والمشيعين بعربة مفخخة وانتحاريين من قبل جماعة تنظيم القاعدة باليمن.
صعد الحوثيون إلى الساحة عقاب سقوط الإمامة الزيدية, التي حكمت شمال اليمن, من 897 م حتى 1962 م في نفس الزمن الذي نمت فيه الثورة الإسلامية في إيران ونمو السلفية المدعومة من السعودية في شمال اليمن.
ورغم انه كان للسيد بدر الدين الحوثي ومقلديه آراء عقائدية وفقهية خالف بها عدد من علماء الزيدية، خاصة وأن الأخيرة ظهرت فيها ومنذ تاريخ نشأتها بعض الفرق والتي اختلفت في بعض الأمور الفرعية في المذهب، ومنها البترية والسليمانية ثم الجارودية والتي يتمي إليها الحوثيون وهي أقرب إلى الامامية من السنة.
وعند تأسيس تنظيم ” الشباب المؤمن”، حاول السيد بدر الدين توحيد المرجعية الدينية للطائفة تحت لوائه، واستطاع أن يوسع نشاط تنظيمه اجتماعيا ودينيا، فضلا عن استقطابه لعدد من القبائل والوجهاء في دعوته، كما واحدث نوادي وجمعيات اشتغلت على نشر أفكاره الدينية، إضافة إلى محاولاته التقريب بين الزيدية والامامية.
الا انه بحلول الثمانينيات من القرن الماضي، تم الرد على تدهور الزيدية بشكل صريح من خلال دعوة جديدة لإحيائها، دافع عنها بدر الدين الحوثي بأكثر نشاط وأخذها أبناؤه البارزون امثال حسين ويحيى ومحمد وعبدالملك. كان إحياء الزيدية جزءًا من الثورة الاجتماعية و الطائفية , ودعت إلى محاربة إهمال الحكومة للريف الشمالي في اليمن والحد من زراعة السلفية المناهضة للزيدية في المنطقة.
فقام السيد بدرالدين الحوثي في التسعينيات هو وأبناؤه ببناء شبكة اجتماعية قوية وشاملة لإحياء الحركة الزيدية شملت التزاوج مع عائلات القبائل والسادة، وانشاء معسكرات “شباب المؤمنين”.
تنظيم الشباب المؤمن
اشارت عدد من الدراسات, اهمها دراسة “راوند” إلى أن “حوالي 15000 من الصبية والشبان كانوا يمرون في معسكرات شباب المؤمنين كل عام” ، واضافت أن الشباب المؤمنين كان آلية مثالية لإعداد كوادر قتالية.
كما لفتت إلى ان “تلك القاعدة الديموغرافية ” لتمسك بتقديم نواة صلبة قابلة للتجنيد أو التجمعات التي خصصها الحوثيون – حيث يتجمع المراهقون والشباب مع مقاتلين “بالغين” – في البيئات المناسبة من أجل التنشئة الاجتماعية وتجنيد الشباب.
ومنذ أن تأسس تنظيم ” الشباب المؤمن ” ظهرت مظاهر ثقافية وفلكلورية جديدة، لم يعهدها المجتمع اليمني، كان أبرزها الاحتفال بيوم الغدير، ومناسبات ولادة آل البيت، فضلا عن تنظيم مسيرات عاشوراء، في يوم استشهاد الحسين، وذلك بنفس الطريقة التي يحيي بها الإمامة تلك المناسبات. مما كرس الهوة والافتراق بينه وبين التنظيمات الزيدية الأخرى السياسية والدينية.
وهذا لا يؤكد سوى أن العنصر المذهبي، كأحد العوامل المساهمة في بروز الحوثيين المفاجئ، هو عامل أساسي في عملية تحليل المسار السياسي للتنظيم، ومساعد في فهم طبيعة تحركاته الداخلية والخارجية، فضلا عن تعاطي الدول الإقليمية معه خاصة إيران والسعودية.
استعدادات جماعة الحوثي للقتال
أصبحت حركة الحوثي أكثر صراحةً في القضايا الخارجية والحدودية منذ عام 2000م فصاعد، ونبذت حلفاء اليمن الرئيسيين- المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة- وواجهت خطر الصدام مع الحكومة.
وبحلول عام 2000م كانت الحركة تستغل الميول المعادية للأجانب والخوف من الهيمنة الأجنبية في شمال اليمن، ولا سيما تعامل المملكة العربية السعودية مع النزاعات الحدودية. وكانت الحركة الحوثية التي تعارض دائمًا الإجراءات الأمنية الإسرائيلية والغربية في العالم العربي تتفاعل بشراسة مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية وبعد ذلك رفضها التدخلات العسكرية الأمريكية في أفغانستان واليمن والعراق. في أواخر عام 2000م، تبنت الحركة الحوثية شعارها ، “الصراخ”: “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة اليهود، النصر للإسلام”.
وكان تعاون الحكومة اليمنية مع امريكا الصريح لمكافحة الإرهاب سببًا مباشرًا لبدء قتال جماعة الحوثي في اليمن في يونيو 2004م.
في عام 2004م كانت كوادر الحوثيين المسلحة صغيرة، حيث بلغ عددهم المئات, معظمهم من عائلة حسين بدر الدين الحوثي وأصدقائه وطلابهم. ومن عام 2005 فصاعدًا تضخمت أعداد مقاتلي الحوثيين, وكان السبب الرئيس وراء ذلك هي الأخطاء الحكومة بحقهم.
توافدت القبائل الشمالية حينها لنصرة الحوثيين للانتقام من الأعداء المشتركين والتعبير عن التضامن القبلي, و أدى الاستخدام العشوائي للمدفعية والغارات الجوية الحكومية, إلى موجة من التجنيد القبلي للحوثيين من عام 2006 فصاعدًا كرد فعل على الاعتقاد بأن الحكومة كانت تنفذ “سياسة انتقامية ضد الجميع” في المحافظات التي تنتمي لها جماعة الحوثي كما عزلت الحكومة القبائل عن طريق نشر العشائر المتناحرة كمقاتلين مساعدين داخل مناطقهم الأصلية.
وكانت حركة الحوثيين في وضع جيد لاستيعاب هذا التدفق من الحلفاء وتشكيل العلاقات الاجتماعية الشاملة التي نشأت قبل عام 2004م، لا سيما عشرات الآلاف من الشباب الذين تم إرسالهم عبر المعسكرات الصيفية للشباب المؤمن والبرامج الاجتماعية أو التعليمية تحت إشراف أبناء بدر الدين الحوثي و اضافة الى ان الحرب والخسارة المتبادلة التي عززت “روح التضامن القبلي” أو “حملة متماسكة ضد الآخرين”.
الحوثيين و الحروب الستة
منذ بداية القتال في عام 2004م تمكنت حركة الحوثي من تحديد ما يسمى ب “فرق القتال القائمة على شبكة الأقارب” و لم تكن هذه الفرق عادة أكبر من حجم الفصيلة (أي 20-30 فرد), وكان لتكتيكات الأكثر شيوعًا وهي تكتيكات حرب العصابات حيزا كبيرا في عملياتهم القتالية, حيث استخدمت الكمائن بنيران الأسلحة الصغيرة والقنص والألغام – الى جانب الأساليب التي تم استخدامها من قِبل نفس القبائل في حرب الستينيات ضد المصريين. و كما في القتال في الستينيات، استخدمت الحركة الحوثية بشكل غير متكرر وحشية في معاقبة القبائل الموالية للحكومة، لا سيما إعدام الشيوخ و قطع رأس رب الأسرى او إعدام24 طفل من الأسر المخالفة وكذا التقليد القديم لأخذ الرهائن لضمان الامتثال.
على مدار الحروب الست، أصبحت العمليات الحوثية القتالية أكثر فاعلية وانتشرت تدريجياً خارج محافظة صعدة ، مما يتطلب من الدولة اليمنية الالتزام بجهد أكبر وأكبر لاحتواء التهديد وجذب الجيش السعودي, و في النهاية تمت عمليات قتالية مباشرة خلال 2009م.
في الفترة ما بين 19 مارس 2004م الى فبراير 2006م اندلعت الحرب الثانية و الثالثة بين الجماعة والحكومة اليمنية في هجمات أشد ضراوة في شمال وغرب صعدة، واستمرت المعارك نحو شهرين بعد ذلك أعلنت الحكومة النصر ونهاية العمليات القتالية. خاض فيها الحوثيون حربًا بالركض من الغارات والاغتيالات والكمائن والعمليات الانتحارية, نتجت الى سلسلة من الاتهامات والاتهامات المضادة بين الحكومة وبدر الدين الحوثي (والد حسين) وعبد الله الرزامي، عضو البرلمان السابق، وكلاهما ينتمي لـ”حزب الحق” حيث وجهت للمعارضة، وحزب اتحاد القوى الشعبية تهم “بالسعي لاستئناف التمرد”، بينما اتهم بدر الدين الرئيس علي عبد الله صالح بعدم الاستعداد لإنهاء النزاع.
مع استمرار المناوشات الى الجولة الثانية التي امتدت من أواخر عام 2005م حتى أوائل عام 2006م، ظهر في تلك المواجهات متغير بارز و جديد هو العنصر القبلي، حيث بدأت المعارك على شكل مواجهات بين رجال قبائل موالية للحكومة ومقاتلين قبليين يدعمون المسلحين الحوثيين لإرهابية في صنعاء.
وقد ظهر في تلك الفترة أخوه حسين الحوثي على المشهد الميداني زعيمين جديدين للمسلحين الحوثيين وهما عبد الملك ويحيى الحوثي، كما شهدت محاولات حكومية لتهدئة الصراع وذلك –كما يقول المراقبون- نتيجة قدوم موعد الانتخابات الرئاسية.
خلال الحرب الرابعة من 27 يناير الى 17 يونيو 2007م عملت جماعة الحوثيين الى تطوير المرونة الدفاعية لتحصين المدن والدفاع عنها ضد الهجمات المدرعة باستخدام الألغام وقذائف آر بي جي وزجاجات المولوتوف, وشنوا أيضًا هجمات اقتحام أكبر على المجمعات الحكومية ، وأحيانًا في وحدات بحجم الشركة (أي بقوة 60-90) .
ظهرت خلال هذه الجولة متغير جديد وهو تهديدات الحوثيين ليهود محافظة صعدة ورغم نفي الحوثيين ذلك فإن الحرب كانت قد دارت واشتدت حدة القتال لتمتد إلى مديريات متعددة بما في ذلك خارج صعدة.
انتهت الجولة الرابعة آنذاك بفضل وساطة قطرية بعد زيارة الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى اليمن في مايو/أيار 2007، حيث توصلت الحكومة والحوثيون إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 16 يونيو/حزيران 2007 ثم قاما بتوقيع اتفاق الدوحة بتاريخ 2 فبراير/شباط 2008 رغم بعض الاشتباكات المتفرقة بين الجانبين.
لكن ما ان مضى شهران من توقيع الاتفاقية حتى قامت طبول الحرب تدق من جديد, تحديدا 2 مايو الى 17 يوليو 2008م, على إثره اتهمت السلطات اليمنية الحوثيين بخرق اتفاق الدوحة وقيامهم بهجومين عنيفين وسط نفي من الحوثيين، وقد امتد القتال في تلك الجولة إلى منطقة بني حشيش شمال العاصمة صنعاء كما استمر في مدينة صعدة والجزء الشمالي من محافظة عمران.
كانت حركة الحوثيين تهاجم الخدمات اللوجستية الحكومية من خلال التحكم في الجسور الرئيسية التي تربط صنعاء بصعدة أو تدميرها والتحقيق في الضواحي الشمالية لمدينة صنعاء وتطويق وإجبار انسحاب وحدات الجيش اليمني بالقوة من اللواء 29 خلال هذه الحرب, كذلك بدأت الحركة إنتاج سلسلة الفيديو تقرير المعركة البشعة (نبوءات النصر) .
بحلول آخر الحروب الست من 11 أغسطس 2009م الى 11 فبراير 2010م كانت الحركة الحوثية واثقة بما يكفي لإجبار الحكومة على تسليم لواء كاملا وشن هجوم كبير على شكل قوة الكتيبة أي بقوة 240-360, بعربات مدرعة على صعدة والاستيلاء على أجزاء من المدينة واخذها من الحكومة, كما شن الحوثيون غارات هجومية على المملكة العربية السعودية دون رادع وبمستوى غير مسبوق من المراقبة.
خلال هذه الفترة من الصراع وجهت عدة اتهامات للحوثيين باختطاف أجانب وترافقت مع وضع السلطات ستة شروط لوقف العمليات كان أبرزها نزول الحوثيين من الأماكن التي يتحصنون فيها وانسحابهم من كافة مديريات المحافظة وتسليم ما استولوا عليه من معدات مدنية وعسكرية، والكشف عن مصير المخطوفين، ووقف عمليات التخريب.
وقد اتسمت هذه الجولة بتكثيف عمليات القصف الجوي منذ اليوم الأول لاندلاعها على مناطق الحوثيين في مناطق ضحيان و الخبجي والحيرة والطلح وآل الصيفي وقهر ومران وبني معاذ وسحار وحيدان ومطرة وغيرها من المناطق.
وبحسب محللين فإن خارطة القصف الجوي والمعارك والاشتباكات البرية خلال الأيام الأولى من الحرب تؤكد أن الحوثيين كانوا يحكمون سيطرتهم على مساحة شاسعة من محافظة صعدة وأنهم سيطروا على عدد من منافذ الإمدادات العسكرية للجيش التي تمر إلى المدينة.
وقد خلفت الجولة الأخيرة من الصراع المستمر مئات القتلى من الجانبين وتسببت بنزوح عشرات الآلاف، حيث يقدر عدد النازحين منذ بدء الصراع بنحو 150 ألف شخص.
الخلفية التاريخية
يعمل الحوثيين من خلال خطط تم تطويرها بعناية وتحركات رائعة على رقعة الشطرنج حيث يعتمدونعلى التحالفات ، السرية والمرئية للعلن. اعتمدت استراتيجية الحوثيين على معرفة دقيقة بالقبائل المحلية وعلى وجود اجتماعي واسع النطاق في مناطقهم, حيث أقاموا شبكة ضيقة من نقاط التفتيش ودوريات في القرى الصغيرة في عملية وصفتها المصادر المحلية بأنها عمليات الحوثيين لاستشعار بنبض القبيلة.
يبدو أن الحوثيين قد استفادوا من المساعدة التي قدمتها إيران وحزب الله اللبناني في أعقاب انتفاضات الربيع العربية، والتي كانت فرصة غير مسبوقة للحوثيين. ويبدو أن حزب الله اللبناني كان الموجه الرئيس للمجموعة، حيث أشار ماريك ترانسفيلد إلى أن “أوجه الشبه في استيلاء حزب الله على بيروت الغربية عام 2008م واستيلاء الحوثيين على السلطة في عام 2014م يوحي أيضًا ببعض التبادل حول الإستراتيجية العسكرية”, و أن اهتمام إيران باليمن كانت صاخبة عندما دخلت الرياض الحرب السادسة في أواخر عام 2009م في ذلك الوقت، حيث تم ضبط سفينة لجمع المعلومات الاستخباراتية الإيرانية على البحر الأحمر بالقرب من جزر دهلك الإرتيرية على نفس خط الحدود السعودية اليمنية وميناء ميدي اليمني و تم اعتراض شحنتين من الأسلحة في طريقهما إلى الحوثيين في أكتوبر 2009م بين إريتريا ووكلاء الحوثيين في موانئ ميدي والحديدة من قبل الحكومة اليمنية التي اعلنت لاحقا أن خمسة “مدربين إيرانيين” كانوا على متن سفينة واحدة في نوفمبر 2011.
لا يوجد أي معرفة لعدد شحنات الأسلحة والأفراد التي دخلت الى اليمن عبر هذا الميناء الصديق للحوثيين، لكن بعد ان اعترضت الشراعية السفينة جيهان-1 في يناير 2013م اتضح ان هناك وجود جهد قوي بعد عام 2011م من قبل إيران لتسليح أنصار الله بنفس الطريقة التي قامت بها إيران مع حزب الله اللبناني المسلح.
و اعترضت من قبل الولايات المتحدة جيهان -1 والتي كانت قبالة سواحل اليمن تحمل نفس أنواع الأسلحة التي قدمتها إيران والتي سبق أن اعترضتها إسرائيل قبالة سواحل لبنان والتي حملت 43 حمولة سلاح ومن بينها صواريخ كاتيوشا عيار 122 ملم و نظام الدفاع الجوي المحمولة (MANPADS) الإيراني الصنع من القنابل الى وحدات البطاريات و طن من مادة RDX شديدة الانفجار الى جانب مكونات مماثلة لألغام المخترق المتفجرة (EFP) الإيرانية المزودة من إيران والمستخدمة في العراق ولبنان, كما قامت السفينة بنقل اليمنيين إلى داخل وخارج إيران (أي عدم المرور بأي من إجراءات الهجرة) .
الحوثيين و الربيع العربي
اكدت حرب الحوثيين السادسة في 2009-2010م استفادة الجماعة و استعانتهم باحتجاجات الربيع العربي الواسعة منذ يناير 2011م فصاعدًا لفرض سيطرتهم, فبعد الإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح في نوفمبر 2011م, استفادت القيادة الحوثية استفادة كاملة من هذه الفترة من الانهيار الحكومي، وتوسعت شبكة من القوات في جميع أنحاء شمال اليمن إلى المواقع العصبية التي وصفها أحد القادة الميدانيين الحوثيين “بنقاط الهيمنة”. و بحلول مارس 2011 تم طرد الجيش اليمني من صعدة وتم قمع القبائل المعارضة .
و في نفس العام تبنت الحركة الحوثية اسمًا رسميًا لأول مرة – أنصار الله – وطورت محطة تلفزيونية مقرها في بيروت ، وهي “المسيرة” ، بدعم من حزب الله اللبناني.
إلى جانب التوسع الإقليمي الانتهازي, عمل أنصار الله على الاستيلاء على أسلحة الدولة والاستفادة من الدعم المباشر من إيران وحزب الله اللبناني. في خطوة أولى نحو الاستيلاء على الدولة ، كواحدة من فصائل الاحتجاج المناهضة للحكومة .
قامت حركة الحوثيين بتطويق المسؤولين داخل هيكل الحكم الانتقالي، وخاصة وزارة الدفاع, و عملت حركة الحوثي أيضًا مع علي عبد الله صالح المخلوع لتستولي على العاصمة والتي تكشفت في نهاية المطاف باعتبارها انقلابًا تم تنفيذه بسلاسة في 21 سبتمبر 2014م, بالإضافة إلى مجموعات كاملة من الدبابات والمدفعية و الأسلحة المضادة للطائرات التي امتلكوها, يبدو ان الحوثيين قد استخدموا تحالفهم مع صالح لحيازة على الصواريخ الاستراتيجية وقوات الدفاع الساحلية اليمنية, فضلاً عن وكالات الاستخبارات الوطنية.
وعندما استولت حركة الحوثي على السلطة في صنعاء ، ورثت ما يصل إلى ست قاذفات 9M117M التشغيلية و 33 R-17E Elbrus (اسم الناتو SS-1C Scud-B) صواريخ باليستية قصيرة المدى ، نظام بمدى يبلغ 310 أميال.
الاستراتيجية التي استخدمتها الجماعة في حروبها
خلال أربعة عشر عاماً من الصراع أثبتت حركة الحوثي أنها خصم عسكري قوي للغاية ازدهر في ظل ظروف الحرب على المستوى التكتيكي، فقد سعوا جاهدين الى تربية مقاتلين ” صارمون ومستعدون للموت، مقاتلين منظمين ويتحسن مستواهم بمرور الوقت”.
في 2010م طرحت دراسة “راند” السؤال حول ما إذا كان الحوثيون يستطيعون تجاوز أسلوب القتال “للمجموعات المقاتلة غير المرتبطة” لتشكيل “قوة قتالية منسقة ومتزامنة”، وهذا هو بالضبط ما فعلوه، حيث نسجوا عصابات الحرب الصغيرة في جهد حربي متماسك قادر على الدفاع بعمق.
وعلى المستوى الاستراتيجي تعلم الحوثيون, من المحتمل أن يكون من خلال التوجيه من إيران, كيفية سحب الرافعات الجيوسياسية من خلال ضربات صاروخية باليستية متوسطة المدى على الرياض، والتهديدات بإغلاق مضيق باب المندب، وحسن استخدام الدعاية للتشويه للتحالف العربي والحكومة الشرعية اليمنية دخل البلاد وخارجه.
- تجنيد الاطفال
تعمل جماعة الحوثي من خلال الهتاف والخطب في سلسلة منتشرة من المهرجانات والتجمعات في أماكن العمل والمخيمات الصيفية وجلسات تلقين الدروس. وتستغل مقتل قادة الحوثيين والطبيعة المدعومة من الخارج للحكومة اليمنية واستخدام القوات الجنوبية في شمال اليمن للاستفادة من الدوافع الثقافية لتوسيع وتعزيز التجنيد و تصنف الحركة الحوثية مجندين جدد مع تلقين وتدريب المتعاطفين معهم و المحتاجين و المغرر بهم وهوما يترجم تقريبًا إلى مقاتلين “متحوثين ” .
نسبة كبيرة من هؤلاء المقاتلين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، وتم تصنفهم كجنود أطفال وفقًا لمنظمة العفو الدولية. يعتمد الحوثيين على التجنيد المتجدد وخاصه لقاصرين ويستخدمهم كوقود لإطالة زمن الحرب فنسبة المجندين المخلصين للقضية الحوثية لا يتعد 30%. اما باقي المقاتلين فهم يقاتلون اما بسبب المصلحة او الخوف وغالبا تكون قيادات من 30% المؤمنين بالعقيدة الحوثية. حيث تفرض تجنيد حصص معينة في المناطق التي تسيطر عليها ويتم تأديب العشائر التي تتخلف عن سدادها.
مزيج من التلقين والفساد والعيش المادي والتهديدات قد أبقى حركة الحوثيين مزودة جيدًا بمقاتلين جدد عبر ما يقرب من عشرة ساحات قتال رئيسية في اليمن لأكثر من ثلاث سنوات من الحرب.
- التخطيط الحوثي في الحرب
هناك عامل آخر يدعم استدامة العديد من ساحات القتال في وقت واحد وهو نسبة القوة إلى الفضاء المنخفضة للغاية التي يستخدمها الحوثيين، وذلك جزئيًا للتخفيف من آثار التفوق الجوي و تشكل حقول التحصين والألغام الدفاعية حجر الزاوية في هذا الجهد.
كان استخدام أنظمة الكهوف والخنادق والغارات الليلية وسائلها التقليدية للحماية من الهجمات الجوية، ولكن هناك حاجة إلى اعتماد أساليب جديدة منذ عام 2009 م، عندما تم اعتماد القوات الجوية للملكية السعودية وغيرها. دخلت القوات الجوية الحديثة المعركة. استمرت أنظمة الخنادق في التطور، بما في ذلك خطوط التعرج (للحد من الانتشار الجانبي للانفجارات) ؛ حفر هاون مع أغطية التمويه القابلة للإزال, مخابئ الأسلحة ومراكز الاتصالات عند التقاطعات الرئيسية ؛ وأنظمة الاتصالات التي تعمل بالطاقة الشمسية. القتال خارج جبالهم الأصلية.
يستخدم الحوثيين “المناطق الخضراء (الوديان الخضر) لبناء مستودعات تحت الأشجار. وتستخدم المباني كمراكز قيادة ومخابئ للأسلحة، خاصة الجسور والمستشفيات والمدارس، والتي يعرفها الحوثيون بأنها مدرجة في قوائم مستهدفة مقيدة أو قوائم “غير مستهدفة”. كما استخدمت الفخاخ وعلب الدخان لتعقيد المراقبة الجوية والاستهداف.
عندما استولى الحوثيون على عدن في مارس 2015م كانت الحملة التي يبلغ طولها 180 ميلًا هي أطول عملية هجومية قامت به المجموعة على الإطلاق ، وتزامن ذلك مع عدد من الهجمات الأخرى ضد مأرب والحديدة وتعز و إب البيضاء و شبوة. على الرغم من أن معظم هذه الهجمات فشلت في إزاحة المدافعين بالكامل ، إلا أن الجهد كان مؤشراً على أن الجيش الحوثي كان منظمة أكبر وأكثر قدرة مما كان عليه في عام 2010م, وكان تدخل الوحدات العسكرية الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وحدًه عامل شكلت فرق شاسع في تدعيم صفوف الحوثيين, لا سيما في تمكين القوات البرية وطائرات الهليكوبتر طويلة المدى للاستيلاء على عدن.
ولكن منذ البداية لم يثق الحوثيين بشبكات صالح وأجبر على تسريح الحرس الجمهوري وقوات الصواريخ ووحدات القوات الخاصة التي لن تعمل تحت قيادة الحوثيين و تم الاستغناء عن الأفراد الذين لا غنى عنهم، مثل قائد مجموعة بطاريات الصواريخ العميد الركن محمد ناصر الأتوفي. وتم الاحتفاظ بأفراد متخصصين وبشكل عام ، كانت أولوية أنصار الله تتمثل في جلب جميع القدرات الحيوية – ونزع سلاح كل المعارضة المحتملة ، حتى لو كان ذلك يعني اعتمادًا أكبر على المدى القريب على مستشاري حزب الله الإيرانيين واللبنانيين.
الحوثيون فعالون في الحد من التوقعات التي قد تخمن مواقعهم, أصبح التحكم في الانبعاثات جيدًا منذ عام 2009م، مع الاستخدام المحدود للاتصالات الإلكترونية بخلاف هواتف موتورولا ذات الطاقة المنخفضة يشتهر المقاتلون الحوثيون بكونهم قادرين على البقاء بلا حراك تحت الغطاء لفترات طويلة في مواقع الإخفاء، مما يدل على انضباط كبير لتقليل تحركاتهم .
كما يقوم الحوثيين بإمداد المواقع بالذخيرة والماء ويستخدم العلب الخاصة المدعومة من الصواريخ لتوصيل الطعام إلى المواقع الأمامية، وتوصيل الزبيب والتمر والذرة وحليب الأطفال المدعم وبالطبع توفير القات يوميًا
اعتمد الحوثيين على وسائل عديدة لتجنب الهجوم الجوي اهمها التشتت والحركة التكتيكية التي لا يمكن تمييزها عن الحركة المدنية. وهذا ما أشار اليه أحد الضباط ، “إنهم يجيدون التكيّف مع التهديدات الجوية بحركة تكتيكية وتشتت وتتحرك مع المدنيين.” بينما كانت قوات الحوثيين تعمل في عصابات حربية بحجم الفصائل والشركات في الفترة 2004-2009م فقد صغرت منذ ذلك الحين إلى مجموعات تكتيكية لا يزيد حجمها عن ثلاثة إلى خمسة مقاتلين.
و إذا عدنا بعيدًا عن خط المواجهة، سنلحظ ان إدارة القوات بشكل فضفاض تتم عن طريق غرفة عمليات الحوثيين البدائية للغاية تحت قيادة قائد محلي في المنطقة موالٍ شخصيًا لعائلة الحوثي, هذا المقر يقسم التعزيزات إلى خلايا صغيرة مستقلة إلى حد كبير والتي لا تكون أبدًا أكبر من قدرة الركاب في سيارة مدنية عادية أو في كثير من الأحيان دراجة درب من رجلين.
غالبًا ما لا يكون لدى القوات المتحركة أسلحة مما يعقد متطلبات تحديد الهوية الإيجابية للاستهداف الجوي ويرتبط بدلاً من ذلك بالأسلحة المخبأة في خط المواجهة. اضحى هدفهم الذي حققوه بقدر كبير من النجاح هو أن لا يمكن تمييزهم عن المدنيين.
وللمساعدة في جهد مضاعفة القوة ، تتم تغطية جميع المواقع الدفاعية بحقول ألغام مضايقة ومزروعة بطريقة فوضوية وأسلاك سفلية. ويتم تفكيك أي أرض مشكوك في امرها من قبل التحالف على عجل قبل الإخلاء حتى المنازل المدنية والمزارع والمدارس ومجمع الخنادق. و من المتوقع أن ينتقل مقاتل واحد من موقع إلى آخر ويطلق بندقية آلية واحدة، وبندقية قنص في أخرى وبندقية عديمة الارتداد من طراز B-10 ، أو مدافع هاون متوسطة أو حتى صاروخ موجه للدبابات (ATGM) في الثلث.
قد يكون لكل مقاتل واجهة من واحد إلى ثلاثة كيلومترات للدفاع عنها ويتوقع أن يدافع عن المنطقة بنجاح أو يموت في المحاولة.
وقد استخدم المقاتلون الحوثيون المنشطات القائمة على الأمفيتامين من نوع كبتاجون لتعزيز الروح المعنوية في المعركة واستخدام حبوب منع الحمل الأنثوية للمساعدة في تخثر الدم إذا أصيبوا.
في قطاع يبلغ طوله 15 كيلومتراً، تكون هناك شاشة رقيقة للمواقع الأمامية من رجال الرماية ذوي المهارات العالية, ولا يبدو أن الإعداد مختلف تمامًا في مخططات الدفاع الحضري، حيث يفضل الحوثيون الدفاع عن المواقع بخطوط طويلة من النار بدلاً من دفاعات كثيفة من القوى العاملة من شارع إلى آخر و البدائل قادرة على المضي قدما بسرعة التي لا تحمل الأسلحة لتحل محل المقاتلين في الخطوط الأمامية وفي بعض الأحيان يتم الاحتفاظ باحتياطي تكتيكي قديم على غرار قوة رد الفعل السريعة مع قائد المنطقة المحلية وعندها ينطلق الزعماء الحوثيون على المستوى الوطني في احتياطيات المستوى التشغيلي إلى النقاط المهددة, ومثال على ذلك ما حصل في الحديدة في مايو 2018م.
- مواطن القوة و الضعف
لطالما كانت قوات الحوثيين أقل قدرة على التقدم ضد المواقع الدفاعية للعدو التي تغطيها القوات الجوية, على الرغم من تفوقهم في المصارعة البطيئة المذكورة أعلاه للسيطرة على “نقاط الهيمنة” الجغرافية، إلا أن الحركة تتمتع بسجل ضعيف في طرد دفاعات عدوهم كما في عدن في بداية الحرب، أضعفت قوات المقاومة الضعيفة التي تدعمها أقل من 10 من القوات الخاصة الإماراتية العديد من الاعتداءات على حجم كتيبة من الحوثيين بمساعدة عناصر من الحرس الجمهوري الموالي للحوثيين بالدبابات. وبالمثل في الآونة الأخيرة من مارس 2018م حال هجوم الحوثيين الكبير الذي شمل حوالي 1000 من المهاجمين دون جدوى في اختراق الخطوط اليمنية على جبهة نهم شرق صنعاء مما أدى إلى خسائر فادحة , هذه الحالة الأخيرة هي مثال نادر على أن الحوثين استخدموا واحدة من وحدات النخبة المسماة، كتائب الموت “لواء الموت” لمحاولة مناورة عملية.
كان الحوثيين أكثر نجاحًا بشكل ملحوظ في غاراتهم على الحدود مع المملكة العربية السعودية، حيث خاضت حملة مضايقة على غرار حزب الله ضد قوات الحدود السعودية. و حققت القوات الحوثية نجاحًا تكتيكيًا كبيرًا ضد المراكز الحدودية السعودية من خلال زرع الألغام بطريقة هجومية على طرق الإمداد وغارات ATGM على العربات المدرعة و انشا البؤر الاستيطانية وقد عانى الجيش الحوثي أكثر من ثلاث سنوات من الغارات والكمائن المستمرة، مما يدل على مرونته وعمق محمياته, فقد أصبح الحوثيين الآن أحد كبار الممارسين لحرب الألغام الهجومية في العالم حيث يستخدم مجموعة من الأجهزة المتفجرة، وتكتيكات إخفاء الدبابات، وطرق البدء. كما يستخدم الحوثيون الدعاية الفعالة للغاية لمقاطع الفيديو من هذه الغارات، باستخدام مصور مخصص مُلحق بجميع الغارات.
وبصرف النظر عن الحجم و بحلول مارس 2018م، كانت الحركة الحوثية قد اتقنت أيضًا لعبة قاتلة من نوع “الفأر” المميتة منذ فترة طويلة لإطلاق الصواريخ تحت المراقبة الجوية للتحالف الخليجي، حيث أطلقت 66195 رحلة قصيرة من الصواريخ على المملكة العربية السعودية، مما أسفر عن مقتل 102 مدنيًا وإصابة 843 شخصًا وتهجير عدة مئات من القرى الصغيرة.
ايران و حزب الله
يشير رصيد الأدلة المتراكم بقوة إلى أن إيران وحزب الله اللبناني قد طورا مهمات استشارية عسكرية وفنية قوية في اليمن منذ عام 2014م. ووفقًا للقادة اليمنيين الموجودين في صنعاء بين عامي 2014 م و 2017م، كان مستشارو الحرس الثوري الإيراني محصورين في صنعاء وفي موقع بناء الصواريخ في صعدة.
كان هؤلاء المستشارون يشبهون الحوثيين وتم إبقاؤهم في أماكن آمنة للمساعدة في تقديم المشورة والتوجيهات التشغيلية والاستراتيجية بشأن التكتيكات والإجراءات.
وكان عناصر حزب الله اللبناني أكثر عددًا ولم يتم الاحتفاظ بهم في صنعاء و صعدة ولكنها سمحت أيضًا بالتقدم إلى مواقع القيادة ومواقع الدفاع الساحلي للبحر الأحمر و قد قدم حزب الله التوجيه والتدريب في تكتيكات المشاة وعمليات ATGM وحرب الألغام الهجومية والهجمات المضادة للملاحة و عدد من النطاقات الصغيرة.
وتم تأسيس صناعات عسكرية منذ عام 2014م لدعم المجهود الحربي للحوثيين وتعظيم قدرات إعادة الإنتاج والإنتاج المحلية، من أجل تقليل تأثير الحظر الدولي على الأسلحة على حركة الحوثي.
و تم إنشاء منشأة لإنتاج الألغام الأرضية في صعدة، حيث تقوم بتغذية حوالي 20 طنًا من الألغام يوميًا لمراكز التوزيع في صنعاء والحديدة و ذمار.
لا يبدو أن إيران تسيطر على القيادة الحوثية فقط، لكنها عززت دعمها للحوثيين في اللحظة التي توسعت فيها طموحاتهم ليس فقط للسيطرة على شمال اليمن ولكن أيضًا لبناء حواجز دفاعية بعيدة عن معقل الزيدي التقليدي و يمكن أن يكون الحوثيون قد أخذوا شمال اليمن دون مساعدة إيران، لكن هناك مؤشرات حذرت طهران من هذه الخطوة لكنها قدمت مساعدات ضرورية للسماح للحوثيين بإبطاء استعادة الحكومة اليمنية المدعومة التحالف سيطرتها على الاراضي اليمنية, ويمكن أن تبقى العلاقة بين إيران والحوثيين معاملات أو قد تتعمق.
تشترك إيران وحزب الله اللبناني وأنصار الله في رؤية عالمية متشابهة بشكل مذهل ومعارضة للولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية، على النحو الذي أكد عليه شعار الحوثي: “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، العنة اليهود، النصر للإسلام”.
و قد يكون القادة العسكريون المتشددون داخل الحركة الحوثية مثل عبدالله عايدة الرزامي وعبد الله الحكيم (أبو علي) أكثر عرضة لتأثير الحرس الثوري الإيراني أكثر من الأجزاء الأخرى من التسلسل الهرمي للحوثيين، ويمكن تعزيز هذا الجناح لحركة الوقت و لا سيما إذا استمرت الحرب الحالية. وكما قال احد الخبراء في اليمن “يعتقد بعض قادة الحوثيين أن السعوديين يريدون إبادتهم حتى آخر رجل وامرأة وطفل، ويريدون مواصلة الحرب حتى مكة المكرمة” وعلى الرغم من أنهم يفتقر بوضوح إلى القدرة على اتخاذ مثل هذه الإجراءات غير الفعالة ، إلا أن الحوثيين أكثر من قادرين على أن يصبحوا ” حزب الله” على البحر الأحمر، ويحيطون بالمملكة العربية السعودية وإسرائيل من الجنوب ، وهو عامل مستمر في دفع جهود التحالف الخليجي إلى حرمان الحوثيين من الساحل الذي يمكن من خلاله الاستفادة من المساعدات الإيرانية وحزب الله في المستقبل.